في الوقت الذي تتزايد فيه التحذيرات العالمية من تأثير التلوث البيئي على صحة الإنسان، تعاني مدينة نالوت الجبلية، الواقعة غرب ليبيا، من أزمة متفاقمة في إدارة النفايات، تهدد البيئة والصحة العامة، وسط غياب حلول مستدامة من الجهات المعنية.
في جولة قصيرة بأحياء المدينة، تصادفك أكوام من القمامة المتراكمة، بعضها محترق في العراء، والبعض الآخر يتسلل إلى الوديان المجاورة، ما يُنذر بتلوث المياه الجوفية التي تعتمد عليها المدينة بشكل أساسي.
تقول أم هيثم، وهي أم لثلاثة أطفال تسكن قرب أحد مكبات النفايات العشوائية: «نستنشق الدخان يوميًا، والأطفال يعانون من الحساسية والربو»، وتضيف: «لا أحد يرد علينا. نُطالب بحل منذ سنوات».
المجلس البلدي في نالوت أقرّ بوجود أزمة حقيقية، لكنه أرجع السبب إلى ضعف الإمكانيات وقلة الموارد المالية، إضافة إلى غياب شراكات مع منظمات تُعنى بإعادة التدوير أو التوعية البيئية.
في المقابل، يرى نشطاء محليون أن الحل يبدأ من إشراك المجتمع، وخلق مبادرات تطوعية للتقليل من النفايات، ونشر ثقافة الفرز وإعادة الاستخدام.
بين الإهمال الرسمي، وضعف التوعية، تبقى نالوت مدينة تختنق بصمت تحت وطأة النفايات، في مشهد يُجسد غياب العدالة البيئية في واحدة من أكثر المناطق الليبية تهميشًا.